هذه الكنيسة المجيدة العظيمة التي تحوي بداخلها تحت مذبحها الجسد الطاهر الذي لأبينا القديس العظيم الأنبا أنطونيوس أب رهبان العظيم الانبا انطونيوس

هذه الكنيسة المنظورة التي بنيت علي صورة الكنيسة غير المنظورة .. هي السماء علي الأرض، هذه الكنيسة هي سفارة السماء على الأرض ، فريدة في احتفاظها برسومات ( أيقوناتها الجدارية ) يعدها الأثريون من أعظم كنائس الشرق، نموذج مصغر لما كانت عليه الكنيسة الأولى في فكرها اللاهوتي والأبائي والروحاني والكتاب المسلم لنا إيمانياً وكتابياً ومرئياً . تمتاز كنيسة الأنبا انطونيوس الأثرية بديره العامر، بأنها محتفظة بأيقوناتها الجدارية ، التي رُسمت في القرن الثالت

عشر الميلادي فوق طبقات أخري أقدم منها 83... هذا وقد كشف طبقتها الأولى في أرش مدخل هيكل كنيسة الاربع مخلوقات الغير متجسدين حيث عثر على أيقونة جدارية للسيد المسيح له المجد مع تلاميذه من القرن السادس الميلادي. تاريخ الكنيسة :

تعتبر الكنيسة واحدة من الكنائس القلائل التي حفظت لنا فن الأيقونة بصورة شبه كاملة من العصور الوسطى في مصر

حيت تعد أكمل عمل فني محفوظ إلى الآن

وهي أقدم أبنية الدير وأهم ما فيه من الوجهة الأثرية ، وبنيت بعد نياحة الأنبا أنطونيوس 84 لكي يجتمع فيه تلاميذه للصلاة والعبادة واستمرت بذلك حافظةً لشكلها رغم تعاقب الأجيال على أن الكنيسة لم ثبن كلها في وقت واحد بل بنيت على مراحل في أزمنة مختلفة ، فهي تتكون من كنيستين :

الكنيسة الأولى باسم الأربع مخلوقات الغير متجسدين ، بنيت في

رسومات من أواخر القرن السامس باران باب الهيكل بكنيسة الأربع مخلوقات الغير سيستين

حياة الأنبا أنطونيوس في أوائل القرن الرابع الميلادي، ولما تزايد عدد الرهبان حيث لم تعد هذه الكنيسة تتسع لهم قام تلاميذ القديس الأنبا أنطونيوس ببناء كنيسة كبيرة ملاصقة للأولى، بعد ذلك تم إزالة الحائط المشترك بين الكنيستين وضمهما معاً فصارت الكنيسة بصورتها الحالية، وعرفت باسم كنيسة الأنبا أنطونيوس الأثرية .

إلا أنه مع مرور الأيام جرت عليها بعض التعديلات مثل : إضافة أجزاء إليها ، وإزالة حوائط منها، وبناء أعمدة ، وفتح أبواب جديدة لم تكن موجودة، وغلق نوافذ وإعادة بناء قباب وبعد كل مرحلة من التعديلات المعمارية كان الآباء يقومون بوضع طبقة جديدة من الملاط ( المحارة على جدرانها ، وتعددت تلك
بالرسم عليها . وأثناء مشروع الترميم تمكن الدارسون من تحديد زمن رسم هذه الطبقات فأقدم الطبقات المرسومة يرجع إلى القرن السادس ، وقد عثر عليها بعد إزالة ست طبقات. من الملاط
تم عتر على طبقة أخرى مرسومة يرجع تاريخها إلى القرن التاسع ، أما الطبقة الموجودة حالياً والتي تحمل أغلب الأيقونات الجدارية الحالية فيرجع تاريخها إلى سنة 949 ش أي حوالي سنة ۱۲۳۲م - ۱۲۳۳ م وقد قام برسمها بالأكاسيد الملونة فريق من الرسامين ، وبمرور الوقت تغطت هذه اللوحات بطبقة من السناج والكربون نتيجة استعمال الشمع والبخور والفحم في الكنيسة فلم تعد للألوان زهوتها الأولى، إضافة إلى تسرب المياه من النوافذ المتهالكة والذي أتلف أجزاء كثيرة من هذه الأيقونات الجدارية.
وقد رتبت العناية الإلهية البدء في مشروع متكامل لتنظيف الرسومات وترميمها في يوليو ۱۹۹٦م قام بتنفيذه برنامج توثيق وتنمية الآثار " التابع لمركز البحوت الأمريكي بمصر " بالتعاون مع المجلس الأعلى للآثار من خلال المنحة المقدمة من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية . وقام بتنظيف وترميم الرسومات فريق عمل فني إيطالي متخصص بالإشتراك مع الراهب القمص مكسيموس الأنطوني وامتد المشروع إلى إصلاح السقف والقباب وترميم النوافذ والعناصر المعمارية الأخرى ، وتمت عملية الترميم وإنجاز هذا العمل الضخم بنجاح باهر في نوفمبر ۱۹۹۹ م وتوصل الباحثون إلى أن قباب الكنيسة كانت كلها مملوءة بالرسومات شأنها في ذلك شأن قبة المذبح الأوسط، إلا انها قد تهدمت نتيجة الـســــــــــول وعوامل أخرى ، وبنيت قباب جديدة لا يوجد عليها رسومات ، وقد أمكن بعد
عملية الترميم هذه ، الكشف عن ما تبقى من الرسومات الموجودة بالكنيسة لتعود إلى الظهور من جديد ، بعد أن ظلت قروناً عدة حبيسة لا ترى النور وقد سجل المرممون الإيطاليون انطباعهم عن ذلك بقولهم : " في كل مرة نقوم بإظهار وجه أحد القديسين ، نشعر بفرحته معنا ، وكأن هذا القديس يبتسم لنا شاكراً " .
وهكذا تم إظهار الكثير من أسرار هذه الأيقونات التي كانت مخفية، الأمر الذي جعل الكنيسة الآن محط أنظار العالم والدارسين والباحثين والمهتمين بدراسة الأيقونات القبطية ، ولازالت الأبحات والكتب والإصدارت تتوالى عنها لتأتي
بالجديد من هذا النبع الأثرى الحى الذي لم ينضب عبر كل هذه القرون الطويلة .
هذا وقد تم التعرف على هوية الذين قاموا بهذا العمل الفني الضخم من فنانين ورسامين ومشرفين بل وأسماء الأثرياء الذين ساهموا في تمويل هذا العمل الكبير، وذلك من خلال السجلات التاريخية المكتوبة باللغة القبطية مع الأيقونات، والتي أمكن منها الاستدلال على أن هناك فريقين على الأرجح قد قاما بهذا العمل ، الفريق الأول بقيادة فنان يدعى تيؤدور وهو الذي قام برسم معظم أيقونات الكنيسة والهياكل ومذبح الأربع مخلوقات ، أما الفريق الثاني فمجهول لا نعرف عنه
الكثير وهو الذي قام برسم القبو الموجود في الخورس الأول برسوماته وزخارفه سجل بأسماء راسمي الأيقونات وتاريخ رسامتها

كما تتميز الكنيسة بطابع معماري وفني فريد ترجع أصوله إلى الحضارة الفرعونية العريقة ، ويبدو ذلك واضحاً في
النقاط التالية :
1 - الفكر الديني في البناء المعماري الذي يجعل الكنيسة من مدخلها تبدو متسعة في الحجم ويظل الحجم يتضائل كلما إتجهنا للداخل جهة قدس الأقداس ، حيث يكون الهيكل أعلى نقطة في المكان فيصير مركزاً للرؤية ليجذب إهتمام
وأنظار المؤمنين . 2 - القباب التي جمعت بين الطراز الفرعوني والقبطي والبيزنطي في وقت واحد، فهي من الخارج مدرجة على غرار الأهرامات لتدل على الخلود والبقاء ، ومن الداخل قبة كاملة الإستدارة ترمز للسماء .
3 - أسلوب الرسومات الجدارية وأنواع الأكاسيد والألوان المستخدمة في الأيقونات وقوتها.
4 - النظام الصوتي داخل الكنيسة إذ توجد فتحات في جدران الكنيسة تعمل على تضخيم ونقل الصوت من داخل الهيكل وتوزيعه إلى باقي أجزاء الكنيسة بنفس القوة حتى يصل إلى آخر جزء منها.
5 - نظام المباخر الجدارية يوجد تجويفان متقابلتان في الحائط البحري والقبلي للخورس الثاني (خورس الرهبان ) مخصصتان لتفريغ المجمرة من الفحم والبخور بعد نهاية صلاة المجمع في القداس ، حيث يتصاعد البخور من هذه المباخر أمام أيقونات الرهبان والقديسين التي تملأ هذا الخورس حاملاً معه الصلوات والطلبات .
كنيسة القديس العظيم الأنبا أنطونيوس الأثرية كاملة ومجسدة لكل الحياة المسيحية فهي توضح تاريخ المسيحية كله بدءاً من
الخورس الثالث بأيقوناته
يقع في الجزء الغربي منها ويمثل عصر الإستشهاد، ويوجد فيه عقد (أرش) يصل بين هذا الخورس من الكنيسة وبين كنيسة الأربع مخلوقات
غير المتجسدين ، كما تعلوه قبة كبيرة .
الخورس الثاني
عصر الرهبنة كإمتداد لعصر
الإستشهاد
ولكن بدون سفك دم . الخورس الأول
وهو الجزء الثالث من الكنيسة ويفصل جزء من الحائط القبلي من الكورس الثاني
بين الخورس الثاني والهيكل ، ويعلوه
قبو من الخشب ، ويرتفع عن باقي
الكنيسة بثلاث درجات من السلالم وهو يمثل رحلة الدخول إلى أورشليم السمائية وحضن إبراهيم وإسحق ويعقوب حتى نسمو إلى حضن المسيح
قية حيال الآليا الطوليوس
نفسه (المذبح ) حيث الكنيسة كلها مجتمعة بكل شهدائها ورهبانها القديسين حول الخروف المذبوح ، القائم من بين الأموات الجالس على العرش في مجده ( كما في قبة الهيكل الأوسط ) وحوله الشاروبيم والسيرافيم والأربعة وعشر
قسيساً جلوساً على كراسيهم وأربعة وعشرون جامة من ذهب، في أياديهم مملوءة بخوراً هي صلوات القديسين. الهياكل : - الهيكل القبلي على اسم القديس أثناسيوس الرسولى، الهيكل الأوسط على اسم القديس أنطونيوس، الهيكل البحري على اسم مارمرقس الرسول، ويعلو كل هيكل من الهياكل الثلاثة قبة صغيرة.جزء من الخالط البحري من الفورس الثانيوكذلك أيقونة القيامة الموجودة أعلاه .الطبقات التي كانوا أحيانا يقومون


كنيسة الأربع مخلوقات الغير متجسدين: وهي كنيسة صغيرة يدخل إليها من صحن الكنيسة الأثرية هي أول كنيسة بنيت في حياه القديس أنطونيوس في القرن الرابع وتعتبر اصغر الكنائس الموجودة في الدير وقد جمعت هذه الكنيسة أول مجموعه رهبانية حول القديس أنطونيوس في هذا المكان وعلى جدران هيكل هذه الكنيسة أيقونات جميلة من القرن الثالث عشر صورت المنظر الذي رأه القديس يوحنا في رؤياه " وحول العرش أربعه حيوانات مملؤة عيونا من قدام ومن وراء والحيوان الأول
شبه أسد والحيوان الثانى شبه تور والحيوان الثالث له وجه إنسان
والحيوان الرابع شبه نسر ( رؤ) 4 : 6) هذه الأربعة الحيوانات موجودة حول العرش الذي تعبر عنه أيقونة وسط الهيكل تمثل السيد المسيح له المجد جالسا على العرش ويحمله الملائكة ( البانطوكراطور ) وعلى يمين العرش السيدة العذراء مريم والدة الإلة وعلى يسار العرش يوحنا المعمدان السابق وشرقية الهيكل يوجد بها صليب جميل المنظر يقف
تحته ملاكان .
وهناك بعض الكلمات القبطية تحت هذه الأيقونات هى تسبحه الأربعة الحيوانات منها " قدوس قدوس الرب الإله إلى
الأبد...
يوجد بالكنيسة بعض نوافذ قديمة أُغلقت جميعها عام ۱۲۳۲م وتم تغطيتها بطبقة من الملاط ورسمت عليها الرسومات الموجودة حالياً ، وقد سقطت هذه الطبقة وأخذت معها ما عليها من رسومات ويمكن تمييز مواقع هذه النوافذ من خلال
وجود فواصل واضحة في الرسومات في أماكن هذه النوافذ .
أسماء الشهداء كما هي في الكنيسة أيقونات على الحائط الشمالي للكنيسة : ( من
اليمين إلى اليسار)
- القديس بيفامون ( فام الأوسيمي ) الشهيد العظيم مار جرجس الروماني
الشهيد يوحنا الهرقلي
- الشهيد سوسنيوس

أيقونات على الحائط الغربي : ( من اليمين إلى اليسار )
- الشهيد تادرس الشطبي
الشهيد مار مينا العجائبي
- الشهيد بقطر
- الشهيد أفانديوس
أيقونات على الحائط الجنوبي :
( من الغرب إلى الشرق )
العقد ( الأرش) الموصل بين صحن الكنيسة الأثرية الأول
وكنيسة الأربعة مخلوقات غير
المتجسدين والمرسوم بداخله
صورة لرئيس الملائكة
ميخائيل ورئيس الملائكة
ارضية الأربع مخلوقات الغير مفيدين
الحائط الغربي بالخورس الثالث
جزء من الحائط القبلي من الكورس الثالث
غبريال وهما رئيسا جند الرب وكأنهما يقفان ويحرسان مع جنود وشهداء المسيح . - تم بعد العقد تقف أيقونة الشهيد بيروه وأنوم ومعهما القديس الشهيد " أنوا " أو " نوا " تم أيقونة الشهيد أبا كاف
وما هو جدير بالذكر وجود سجل تاريخي لنياحة البابا غبريال السابع البطريرك ال95 (1525م 1568م) وذلك اعترافاً بفضله في تعمير الدير بعد أن ظل خراباً لمدة ما يقرب من 70 عاماً غير مأهول بالرهبان 86، إلى أن جاء البابا غبريال السابع فأرسل عشرين راهباً من دير السريان الى دير الأنبا أنطونيوس وعشرة رهبان إلى دير الأنبا بولا لتعميرهما من جديد . الأيقونة ودورها في رسالة الكنيسة :
سول تاريخي لنياحة البابا غبريال ٩٥
رسالة الكنيسة تأتى من خلال الكلمة والصورة فتجلى الله فى أى مناسبة يمكن أن يصل إلى أذهاننا من خلال العين والأذن ولهذا فإن للإيقونات مكانة هامة في حياة الكنيسة فهي جزء من العملية التي يقودنا بها الروح القدس إلى حقائق السيد المسيح وتعود بنا إلى حضرة الله فهى وسائل للرؤية والكلمة المكتوبة إذا أن الأيقونة هي الباب المفتوح يمر من خلاله إلى عالم الروح وتؤدى خدمة مخلصة للكتاب المقدس وتقاليد الكنيسة .جزء من الحائط البحرى للخورس الثالث